عندما تقرر شركة ما تقسيم أسهمها القائمة إلى وحدات أصغر، فإنها تقوم بعملية تُعرف بـ «تجزئة الأسهم». تبدو هذه الخطوة في ظاهرها إجراءً محاسبيًا بحتًا لا يمس القيمة السوقية الإجمالية للشركة، لكن تأثيرها يمتد إلى سيولة السهم وجاذبيته على المستثمرين الأفراد.
ما المقصود بتجزئة الأسهم؟
تجزئة الأسهم تعني أن الشركة تقوم بتقسيم كل سهم قائم إلى عدد أكبر من الأسهم، مما يزيد عدد الأسهم المتاحة في السوق، ويخفض سعر السهم الواحد، دون أن تتغير القيمة السوقية الإجمالية للشركة. على سبيل المثال، إذا قررت شركة إجراء تجزئة بنسبة 2 مقابل 1، فإن كل سهم يمتلكه المستثمر سيتحول إلى سهمين، ولكن بقيمة سوقية أقل لكل سهم.
تُعد تجزئة الأسهم أداة تستخدمها الشركات لتقليل سعر السهم الفردي، مما يجعله أكثر جذبًا للمستثمرين الأفراد، خاصة أولئك الذين لا يمت لكون رؤوس أموال كبيرة. ويُشار إلى أن الهدف الأساسي من التجزئة هو تعزيز السيولة في السوق وتحفيز التداول على السهم.
كيف تتم عملية التجزئة؟
عادةً ما يتخذ مجلس إدارة الشركة قرار التجزئة بهدف معين، مثل جعل السهم أكثر جاذبية أو تسهيل تداوله في السوق. يتم الإعلان عن نسبة التجزئة (مثل 3 مقابل 1 أو 4 مقابل 1)، وتُحدد لاحقًا قيمة السهم الجديدة وعدد الأسهم التي سيملكها كل مساهم بعد التنفيذ.
لنأخذ مثالًا عمليًا: قامت شركة Apple بتجزئة سهمها في عام 2014م بنسبة 7 مقابل 1. كان سعر السهم حينها يقارب 650 دولارًا، وبعد التجزئة أصبح السعر حوالي 93 دولارًا، لكن المساهمين حصلوا على 7 أسهم بدلاً من سهم واحد، وبالتالي لم تتغير القيمة السوقية لمحفظتهم.
ماذا يحدث بعد تجزئة السهم؟
بمجرد تنفيذ التجزئة، ينخفض سعر السهم في السوق بشكل يتناسب مع نسبة التجزئة، بينما يرتفع عدد الأسهم في حوزة المستثمرين. هذا لا يؤثر على القيمة الإجمالية للاستثمار، لكنه يجعل السهم أكثر قابلية للشراء من قبل شريحة أكبر من المستثمرين.
وغالبًا ما يؤدي انخفاض سعر السهم إلى زيادة الإقبال عليه، مما قد يدفع سعره للارتفاع لاحقًا بفعل ارتفاع الطلب. وقد شهد سهم Apple، على سبيل المثال، ارتفاعًا في السعر في اليوم التالي لتجزئته عام 2014م.
أهمية تجزئة الأسهم للشركات والمستثمرين
رغم أن التجزئة لا تغير في القيمة الفعلية للأسهم، إلا أنها قد تُستخدم كأداة تسويقية تعزز من جاذبية السهم. فهي تساعد على تحسين سيولة السهم في السوق، وتوسيع قاعدة المستثمرين المحتملين، خصوصًا أولئك الذين يجدون صعوبة في شراء الأسهم ذات الأسعار المرتفعة.
كما يمكن أن تساهم التجزئة في تحسين صورة الشركة أمام المستثمرين من خلال الإشارة إلى ثقة الإدارة بنمو السهم واستقراره، ما قد يعزز من معنويات السوق.
ماذا عن تجزئة الأسهم العكسية؟
بخلاف التجزئة التقليدية، تحدث التجزئة العكسية عندما تقوم الشركة بدمج عدة أسهم في سهم واحد بهدف رفع سعر السهم. وغالبًا ما تلجأ الشركات إلى هذا النوع من التجزئة لتفادي الشطب من البورصات أو لإظهار قوة أكبر للسهم أمام المستثمرين المؤسسيين. فإذا قامت شركة بتجزئة عكسية بنسبة 1 مقابل 10، فإن كل 10 أسهم تتحول إلى سهم واحد، وسيرتفع السعر عشرة أضعاف، لكن القيمة الإجمالية للاستثمار تبقى كما هي.
هل تؤثر التجزئة على قرارا تك الاستثمارية؟
من المهم أن يدرك المستثمرون أن تجزئة الأسهم، سواء العادية أو العكسية، لا تغير القيمة الحقيقية للاستثمار. لكنها قد تكون مؤشراً على توجهات الشركة أو جزءًا من استراتيجيتها لجذب شرائح جديدة من المستثمرين.
إذا كنت تفكر في الاستثمار في شركة أعلنت عن تجزئة أسهمها، فالأفضل هو دراسة أساسيات الشركة وأدائها المالي بدلاً من اتخاذ القرار بناءً على التجزئة وحدها.
دينار.. منظومة استثمارك
نرافقك بالوعي، ونمكّنك بالمعرفة.
نحرص على تمكينك بالمعرفة التي تساعدك في اتخاذ قرارات استثمارية واعية. تجزئة الأسهم ليست سوى أداة ضمن أدوات كثيرة تستخدمها الشركات في تعاملها مع السوق. فهمك لتأثيراتها يساعدك على قراءة السوق بشكل أعمق، وإدارة محفظتك بثقة أكبر، بعيدًا عن الانجراف وراء العناوين فقط.
ابدأ رحلتك الاستثمارية مع دينار للاستثمار اليوم، عبر زيارة موقع دينار و التسجيل كمستثمر أو تحميل تطبيق دينار عبر متجري آبل ستور وجوجل بلاي.